النزعة العقلية في الشعر
نص ادبي
زحف عربي ظاهر
هو حبيب بن اوس الطائي ولد بقرية جاسم على مقربة من دمشق ، نشا في اسرة فقيرة ، جاء الى مصر صبيا و شرع يسقي الماء في مسجد عمر ابن العاص حيث كانت تلقى فيه دروس العلم و الادب ، فاخذ يستمع اليها و ظل بمصر حتى بدات موهبته الشعرية تنضج ثم عاد الى بغداد فمدح ظفاءها و امراءها حيث ذيع صيته بين شعراء عصره ، فاتخذه الخليفة المعتصم شاعرا خاصا له ، وضع اللبنات الاولى لمدرسة جديدة في الشعر تغنى بالمحسنات الى جانب عنايتها بالفكرة .
توفي سنة 231 هجري و من اثاره الادبية ديوان شعر يجمع مختلف فنون الشعر من مدح و هجاء و رثاء و وصف .
تقديم النص :
اعتدى امبراطور الروم على احدى المدن العربية المجاورة لبلاده فزحف المعتصم بجيشه فاكتسح انقرة و اتجه الى عمورية فدك قلاعها و كان ابو تمام ممن شهد المعركة .
اكتشف معطيات النص :
يرمز السيف للقوة و يقصد بالكتب التمائم عقد الشاعر موازنة بين ادوات القتال التي تحقق النصر كالرماح التي تؤدي دورها الفعال في الحرب .
وقف الشاعر من موقف المنجمين موقفا ساخرا قيمة فتح عظيمة و الدليل على ذلك عجز النثر و الشعر على الوفاء بحقه .
المخاطب في القصيدة هو الخليفة المعتصم و الذي كان له الفضل في النصر .
اناقش معطيات النص :
بدا الشاعر قصيدته بحكمة يمجد فيها السيف ي يسخر من المنجمين .
التنجيم هو علم التنبؤ نشا في بلاد الرافدين و مارسه السوماريون و البابليون من خلال مراقبة الشمس و القمر و النجوم فحددو من خلاله الايام السيئة و الايام السعيدة .
ذم الشاعر خرافات التنجيم و المنجمين دليل قاطع على ايمانه و ثقافته الاسلامية .
الغرض من الاستفهام في البيت الر ابع هو الاستهزاء :
تبدو بيئة الشاعر بيئة يكثر فيها التنجيم و يضعف فيها الوازع الديني .
احدد بناء النص :
خالف الشاعر اسلافه في بناء القصيدة من خلال البدا بحكمة .
النمط الغالب :
الحجاجي بحيث يثبت الشاعر احقية السيف في استرجاع الحقوق .
اتفحص الاتساق و الانسجام :
استطاع الشاعر اقامة جسر ليعبر من فكرة الى فكرة و يسمى هذا بالوحدة العضوية .
تكرر ضمير الغائب في النص و هذا يعمل على صنع الاتساق داخله .
البيت الاول يبين احقية السيف في استرجاع الحقوق و البيت الاخير نتيجة له .
اجمل القول في تقدير النص :
ان السيف و الرمح اساس الانتصار العظيم الذي خشعت له السماء و احتفت به الارض و لاثبات فكرته اعتمد الشاعر نمط الحجاج .
فالحق حليف القوة من اثباتات الواقع في عصر لم يدن الا بالقوة و الغالب هو اليد و العزة للاقوى و الاحتكام عند المنازعات الى السيف و هي ادلة موضوعية دحر بها حجج المنجمين المبنية على خرافات وهمية .